مركز الارتباط بسماحة اية الله العظمى السيد السيستاني (دام ظله) في لندن واوربا والامريكيتين

الامر بالمعروف والنهي عن المنكر

إن من أعظم الواجبات الدينية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، قال الله تعالى: ((وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)).

روي عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه قال: (كيف بكم إذا فسدت نساؤكم، وفسق شبابكم، ولم تأمروا بالمعروف ولم تنهوا عن المنكر) فقيل له: ويكون ذلك يا رسول الله؟ قال صلى الله عليه وآله: (نعم). فقال: (كيف بكم إذا أمرتم بالمنكر، ونهيتم عن المعروف) فقيل له: يا رسول الله ويكون ذلك؟ فقال: (نعم وشر من ذلك كيف بكم إذا رأيتم المعروف منكراً والمنكر معروفاً؟).

وقد روي عنهم (عليهم السلام): أن بالأمر بالمعروف تقام الفرائض وتأمن المذاهب، وتحل المكاسب، وتمنع المظالم، وتعمر الأرض وينتصف للمظلوم من الظالم، ولا يزال الناس بخير ما أمروا بالمعروف، ونهوا عن المنكر، وتعاونوا على البر، فإذا لم يفعلوا ذلك نزعت منهم البركات وسلط بعضهم على بعض، ولم يكن لهم ناصر في الأرض ولا في السماء.

يجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مع كون المعروف واجباً والمنكر حراماً، ووجوبه عندئذٍ كفائي يسقط بقيام البعض به، نعم وجوب إظهار الكراهة قولاً أو فعلاً من ترك الواجب أو فعل الحرام عيني لا يسقط بفعل البعض، قال أمير المؤمنين (عليه السلام): (أمرنا رسول الله صلى الله عليه وآله أن نلقى أهل المعاصي بوجوه مكفهرة).



شروط وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

1- أن يكون الشخص الاَمر بالمعروف الناهي عن المنكر عارفاً بالمعروف والمنكر حتى ولو كانت معرفته غير شاملة ولا مفصّلة، يكفي ان يعرف أن هذا العمل معروف ليأمر به أو أن هذا منكر محرم لينهى عنه

2- أن يحتمل ائتمار المأمور بالمعروف بأمره، وانتهاء المنهي عنه المنكر بنهيه، بأن لا يعلم منه انّه لا يبالي ولا يهتم ولا يكترث بأمره ونهيه. واذا علم بانّ الفاعل سوف يفعل المنكر، أو يترك المعروف، ولا يهتمّ بأمره ولا نهيه فحينئذٍ يسقط عنه الاَمر بالمعروف والنّهي عن المنكر ببعض مراحلهما ولكن يجب على الاحوط اظهار الكراهة فعلاً أو قولاً من تركه للمعروف وارتكابه للمنكر

3- أن يكون تارك المعروف، أو فاعل المنكر، مصراً على ترك المعروف أو فعل المنكر، بمعنى انه بصدد الاستمرار على فعل المنكر، أما اِذا احتمل انه منصرف عن الاِستمرار على المنكر لم يجب امره ونهيه. اما اذا لم يكن مُصرّاً على فعله للمنكر أو تركه للمعروف فلا يجب أمره بالمعروف ولا نهيه عن المنكر

4- أن لا يكون فاعل المنكر أو تارك المعروف معذوراً في فعله للمنكر أو تركه للمعروف لاعتقاده مثلاً أن ما فعله ليس حراماً أو أن ما تركه ليس واجباً وكان معذوراً في ذلك الاشتباه. واِلاّ لم يجب عليك شيء

5- ان لا يخاف الاَمر بالمعروف والنّاهي عن المنكر من ترتّب ضرر عليه في نفسه او عرضه او ماله بالمقدار المعتد به أو بأحد من المسلمين كذلك من جراء أمره بالمعروف أو نهيه عن المنكر.



مراتب الامر بالمعروف أو النّهي عن المنكر

المرتبة الاُولى: أن تأتي بعمل تظهر به انزجارك القلبي وكراهتك لفعل المنكر وترك المعروف، مثلا بالاِعراض والصدِّ عن الفاعلأو باظهار الانزعاج والتأثّر منه ..الخ

المرتبة الثانية: أن تأمر وتنهى بقولك ولسانك.

المرتبة الثالثة: أن تتّخذ اجراءات عمليّة للاَمر بالمعروف والنّهي عن المنكر بفرك الأذن أو الضرب أو الحبس ونحو ذلك والاحوط وجوبا ان يكون ذلك باذن الحاكم الشرعي