مركز الارتباط بسماحة اية الله العظمى السيد السيستاني (دام ظله) في لندن واوربا والامريكيتين

ممثل المرجعية العليا في اوربا يقول : تخفيف المهور سنة نبوية وكان مهر سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء (ع) خمسمائة درهم والشفاعة للعصاة من أمة أبيها يوم القيامة
الحلقة الخامسة من مقامات الزهراء - صداقها

لما بلغت الزهراء عليها السلام مبلغ النساء خطبها الاشراف من قريش ، ووجوه المهاجرين والانصار فردهم رسول الله (ص) بقوله "انتظر في أمرها أمر السماء" وبهذا هبط جبرئل على النبي (ص) قانلا : يارسول الله زوج النور من النور فاطمة (ع) من علي (ﻉ)، وإذا بعلي سلام الله علبه يدخل على النبي (ص) فيذكر سابقته وجهاده ودفاعه عن الاسلام وهو مطرق برأسه فقال له النبي (ص) : اما عهدتك تذكر لي سابقا مثل هذا لعلك جثتني خاطبا لابنتي فاطمة (ع) قال: بلى يا رسول الله قال (ص) لم تخبرني قبل هذا، قال (ع) كان الحياء يمنعني يا رسول الله، فقام النبي من وقته ودخل على ابنته فاطمة (ع) وقال يا ابنتي إن علي ابن ابي طالب هف من عرفتي قرابته وسابقته وفضله وجهاده في الاسلام ، وإني قد سلت ربي أن يزوجك خير خلقه وأحبهم إليه وقد ذكر اليوم من أمرك شيئا فماذا تقولين يا بنيتي ؟، فسكتت ولم تولي بوجهها مدبرة ولم تر الكراهة على وجهها فقام النبي (ص) وهو يقول الله اكبر، سكوتها رضاها.
وجاء صلى الله عليه وآله إلى علي وقال : "فما عندك من الصداق ؟" فقال "يا رسول الله لا يخفى عليك من امري شيء عندي سيفي وناضحي ودرعي" . فقتال النبي (ص) أما السيف فلا غنأ بك عنه تجاهد به في سبيل للله وتقاتل به أعداء الله وناضحك تنضح به على نخلك واهلك وتحمل عليه رحلك في سفرك ولكنني زوجتك بالدرع لأنك لا تحتاج اليه (لان عليأ كان ينظر من خلفه كما ينظر من أمامه وكان (ص) يقول لا أبقى الله عليأ إن وصله أحد من خلفه) فبعه بخمسمائة درهم وأتني بالثمن"
فخرج علي من عند رسول الله فواجهه أعربي قال اتبيع الدرع يا علي ؟" فقال انعم أمرني رسول له بأن أبيعه بخمسمائة درهم" فدفع اليه صرة قال فيها ما تريد والدرع لك فرجع الى رسول الله (ص) والدرع بيده وحكى له قضية الأعرابي فقال النبي (ص) يا علي هذا هو جبرئيل والدراهم من الجليل ." فقام النبي (ص) وصب الدارهم بين يدي ابنته فاطمة (ع) قائلا يا ابنتي هذا الصداق من علي (ع) فرفعت رأسها وقالت "إني رضيت بعلي بعلا لكن أريد مهري من الجليل" فهبط جبرئيل فقال يا رسول الله إن لله يقرأك السلام ويخصك بالتحية والاكرام ويقول "إن ابنتك فاطمة (ع) تريد الشفاعة لعصاة أمتك فأعطها" فأخبرها النبي (ص) ففرحت بذلك
وروي عن رسول الله : "لو لم يخلق علي ما كان لفاطمة كفؤ"
ومن مجمل ما ذكرناه نستنتج امرين مهمين:
أولا: أراد النبي صلى الله عليه وآله من ذلك تخفيف المهور ، ونبذ مظاهر الفساد في الزواج ومنها المغالاة في المهور ، وتسهيل أمر الزواج هذا الى جانب توطيد الركائز الدينية والخلقية في امور الزواج كما في قوله (ص) "إذا جاءكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه"
ثانيا: ما كان تتمتع به السيدة الزهراء من علو الهمة وسمو النفس وعظمة الشخصية وبعد المدى وجلالة القدر فإنها تطلب من أبيها رسول الله صلى الله عليه وآله ان يدعو الله تعالى بأن يمنحها هذا الحق العظيم وهو الشفاعة في يوم القيامة فاستجيب دعاء النبي ونفذ طلبه (ص) وقد أكد النبي (ص) لها هذا المعنى عند وفاته قائلأ "يا بنتي اعلمي ان الله قد جعل الشفاعة الكبرى لأبيك يوم القيامة لقوله تعالى ((ولسوف يعطيك ربك فترضى)).
نسأل الله سبحانه وتعالى أن لا يحرمنا من شفاعة النبي وابنته والوصي والعترة الطاهرة (ص)
اللهم صل على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ما أحصاه علمك وأحاط به كتابك .